العيد
يا عيد إن القلب مُنفَطرُ ** والعين جفت مآقيها الدمعُ
والنفسُ ضاقت جوانحها ** من زيفِ السلامِ المُقَّنعُ
فالبغيُ بحمى القدس جاثم ** جاسَ البلاد بثَّ بأهلها الرَوْعُ
ورُويبضات العُرب قد هَزُلت ** رقَّ جمعهم فأصبحوا شِيعُ
باعوا تاريخَ مجدٍ مُزهرٍ ** خضعوا لعولمةٍ وقانونٍ خَرِعُ
فسَهُلَت على الأعداء حُصوننا ** قتلوا نساءً وشُيوخاً رُكعُ
يا عيدُ إنا إلى البسمةِ نفتقِرُ ** أيبتسم عاقلٌ حقُه مُضَيعُ
وهل يبتسمُ الثغرُ يوماً ** لِوَأدِ زهورٍ وأطفالٍ رُضعُ
أم هل ترى الحسّْون يشْدو ** إلا إذا كان بحريته يتمتعُ
لكنا يا عيد إن قُهرنا ** أمست من صبرنا الآلام تَتَوجعُ
لا نَكِلُ ولا نلينُ وإنما ** فداءُ الأرضِ أرواحنا ترتفعُ
حتى إذا نَزَلت بساحِ الوغى ** رأيت فُلول البغي تَخِر ُوتُصرَعُ
يا عيد أبشر فإننا على الدرب ** ماضون لن نهونَ ولن نرْكعُ
سننتزعُ حقنا من عين غازينا ** لن يعترينا ملَلٌ ولا جَزعُ
وستوُلي قُرودُ المسخُ هاربةً ** تحرقها الهزيمةُ يقتلها الفزع
وسَتُكَبِرُ مآذنُ القدس مُدَويةً ** فرحاً بنصرِ الإلهِ المُتَوقعُ
تحيات
عبدالباسط ابوريا
النبض الثائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق