أفضل ليلة في الوجود
إطلالة
ل عبادي عبدالباقي
إنما الأعمال بالخواتيم
أولا :-
العشر الأواخر من رمضان :-
أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه ؛ فهي فضل الفضل وخير الخير .
وأعظمها بالإجماع وليلة القدر فهي أفضل العشر بل أفضل ليلة في الوجود .
إن العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أيام خير وبركة ورحمة ومغفرة، ما أسعد من تعرض لنفحاتها والتمس بركاتها، فأحسن ختام الشهر الكريم مقبلاً على ربه جل وعلا ، مجتهدا في طاعته .
ثانيا :-
النبي والعشر الأواخر من رمضان :-
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:-
« إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّام دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ؛ لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لَا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا » ، ويقول صلى الله عليه وسلم:-
"وَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ".
كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره، فكان صلوات ربي وسلامه عليه إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله للصلاة .
ثالثا :-
أفضل الأعمال في العشر الأواخر من رمضان :-
١- قيام الليل :-
فهو سبيل المتقين إلى رضا رب العالمين، حيث يقول الحق سبحانه:- " إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا أَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"
، وهو من أخص صفات المؤمنين، حيث يقول سبحانه:-
"إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبِّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ
لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " .
٢- الاجتهاد في الدعاء :-
لا سيما أن ليلة القدر درة هذه العشر، وهي ليلة الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:-
" تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوثر مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ "،
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها :-
« يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: -
"قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَلَى" ».
وقد جعل الله سبحانه قيامها سببا لمغفرة الذنوب، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: -
" مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ".
من بين عجائب ليلة القدر التي ذكرها النبي الكريم أن الله جعلها خيرًا من ألف شهر، و ينزل فيها الملائكة والرحمات بأمر الله، وتغفر الذنوب لمن يصيبها.
رابعا :-
ومن أفضل القربات في هذه الليالي العظيمة :-
التكافل والتراحم والبذل والعطاء وقضاء الحوائج والإنفاق في سبيل الله .
حيث تتجسد معاني الرحمة والرأفة والإنسانية في هذه الأوقات الفاضلة، حيث يقول الحق سبحانه: -
"وَسَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ من رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم:- "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنَا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا " ويقول صلى الله عليه وسلم: -
" مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا وَمَلَكَانِ يَنْزِلَانِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا :- اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ :- اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ".
خامسا :-
الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان:-
١- الاعتكاف .
٢- قيام الليل .
٣- قراءة القرآن .
٤ـ الإكثار من الصدقة والزكاة .
٥- الدعاء .
٦- الذكر والتهليل .
٧- الرفق بالأيتام والمرضى والضعفاء .
خامسا:-
وقت ليلة القدر وصفاتها :-
تحري ليلة القدر خاصة في الليالي ذات الأعداد الفردية، لإحيائها .
ليلة القدر :-
أن يكون الجو معتدلا والريح ساكنة، فعن ابن عباس قال:-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
«ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة ، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء ».
الطمأنينة والسكينة التي تنزل بها الملائكة ، فيحس الإنسان بطمأنينة القلب ، ويجد من انشراح الصدر ولذة العبادة في هذه الليلة ما لا يجده في غيره .
مع تكرار الدعاء المأثور فيها: -
« اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني ».
سادسا :-
إنما الأعمال بالخواتيم :-
أي يوفى الصائمون أجورهم في آخر ليلة في رمضان .
يغفر لهم في آخر ليلة من رمضان، ويدل على ذلك ما رواه أحمد عن أبي هريرة قال:-
« ويغفر لهم في آخر ليلة، فقيل: يا رسول الله، أهي ليلةُ القدر؟ قال: لا، ولكنَّ العامل إنما يوفَّى أجره إذا قضى عمله. »
وروي: -
« أن الصائمين يرجعون يوم الفطر مغفورًا لهم، وأن يوم الفطر يسمى يوم الجوائز ».
سابعا :-
الدعاء :-
اللهم اجعل اسمي في هذه الليلة من السعداء وروحي مع الشهداء يا أرحم الراحمين يا الله.
اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يعقب الحسرة ويورث الندامة ويرد الدعاء ويحبس الرزق، ربي إن كان هناك ذنب يحول بيني وبين تيسير أموري اغفره لي .
اللهم أمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا مبلغ علمي والله أعلى وأعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق