الخميس، 27 مارس 2025

تحليل لقصيدة 2/تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري (المقطع العاشر)

اليكم المقطع العاشر من التحليل
 

تحليل لقصيدة 2/تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري (المقطع العاشر)
محمد هالي

يستمر بكري في قصيدته الثانية المتممة لما سبق تداوله في القصيدة الاولى، لكن هذه المرة ارتأى أن  يستطرد بلغة شاعرية عوائق الفكر الوثوقي و انعكاساته على المجتمع، إنه الفكر الاصولي الذي يرى في يقينية تصوره ايمانا مطلقا لا يقبل الجدال، و يسعى هذا التيار الى مماثلة ما يعتقد أنه يقيني،  مع كل افراد المجتمع، متناسيا إنه مجرد "يقينيات غيبة" تخص خصوصية كل فرد مع الله، و مادامت في رأيه أنها هي الحقيقة  لا غبار عليها، فإن  يقينيات تترسب في ذهنية الوثوقي المنصت لذاته فقط،  و لا يقبل الجدال فيما هو مترسب و راسخ في ذهنه.
 القصيدة ككل هي سرد لموقفين أو لتصورين لهذا التيار، سواء في منحاه المسالم اي الاسلام السياسي "المعتدل" او في منحاه الاسلام السياسي المتطرف، و قد حاول بكري أن يجعل هذين التصورين بين مدخل و تركيب، اي مدخل و مخرج ، بحبكة متمرس يأخذ الكلمات بعناية فائقة من أجل وضع الاطروحتين المتماثلتين فيما بينهما، فالمدخل يظهر من خلال سائل مفترض، إما نابع من تلاعب الذات المعربدة بجرعات الخمر، أو من " وشوشات" كانت تربكه من وثوقية الفكر الغيبي المتفشي في المجتمع، و التي تحضر كتناص تجره الجرعات لتظهر من جديد في ذهنية المخمور:
"السائل يستفزني برذاذه من كل الجهات ،
على يميني
وشوشات لا زالت عالقة 
كأنها حمم حارقة 
تتقاذف من بركان متهور"
حتى الكلمات المستعملة للدخول لهذا المعترك المرفوض "يستفزني برذاذه" و "حمم حارقة" "بركان متهور" تنم عن هذا الثقل الذي كان يسايره الانسان الذي يرفض الوثوقية، و التحجر الفكريين، لكن الحقيقة يظهرها السكر ، كما تظهر زلات اللسان مكامن الفرد الحقيقية الداخلية للإنسان ، فينجلي الباطن للظاهر حسب التحليل النفسي، بهذا المدخل الجميل ينتقل اللاشعور لوصف حالة الوثوقية التي تعيق تطور المجتمع، و تدجنه، بل تعيق تطوره، و تزيد من تخلفه، و انحطاطه .
محمد هالي
(يتبع) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الشوق عليل . بقلم ذكريات وقوافي نوفليات

الشوق عليل  ‏أنا التغريبة مساري وفي  ‏وطني القلم لن يصبح رفات  ‏من تحت الركام سطر الأحرار  ‏الواح الفخر كأنها بيد نحات ‏تفيض العيون بالدمع و...