✦ وجدي إليكِ ✦
إذا سكنَ الليلُ، والأحلامُ مبعثُها
صوتُ الحنينِ الذي لا يعرفُ الحذرَ
توشّحتْ مهجتي صمتًا يُردّدها
أُحبّكِ الآن، لا شكوى، ولا عُذرَ
أنا الذي في سكوتِ الليلِ يُحرِقني
شوقٌ، إذا نامتِ الأشواقُ، يستعرُ
أنا الذي كلّما نادتْ ملامحُها
في خافقي، صمتُ هذا الكونِ ينكسرُ
لا أبتغي غير أن تمضي يداكِ إلى
يدي، ففي لمسةٍ للقلبِ مستقرُّ
أُحبّكِ الآن، لا وعدًا، ولا أجَلًا
ولا حديثَ غرامٍ قد يُدبّرُ
أُحبّكِ دون أن أسأل، ودونَ مدى
كأنني في هواكِ الوعدُ والقدرُ
إذا نظرتُ إليكِ، الليلُ ينكشفُ
ويورقُ الضوءُ في عينيكِ، ينتشرُ
كأنكِ النورُ، لا صوتٌ يُفسّرهُ
ولا بيانٌ، ولا حرفٌ، ولا صوَرُ
أنا الرجُلُ الذي أخفى محبتَهُ
عن العالمينَ، وفي عينيكِ ينفجرُ
يا ليتَ شِعري، أما هزّكِ توجّعي؟
أما ترى الحبَّ في عينيكِ ينهمرُ؟
كيفَ احتملتِ غرامًا دون أن تنهاري،
وهل ينامُ على الأشواقِ منتظرُ؟
أهذا صبري؟ أم الجنّاتُ تحرسني،
أنجو، وفيكِ احتراقٌ ليس يُغتفرُ؟
قد كان صبري قصيدةً ما قيلَ مطلعُها،
حتى نطقتِ… فذابَ الصمتُ والسَّطرُ
ما عُدتُ أُخفي الهوى… فالعينُ تفضحُني،
وفيكِ كلُّ جنونِ العشقِ يُختصرُ
🖋️ صلاح الدين محمد الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق