الثلاثاء، 6 مايو 2025

مطر في زقاق مهجور......

مطر في زقاق مهجور...... 

كان الزقاق صامتًا كقلبٍ نسيَ النبض، متكوّرًا على نفسه تحت عباءة الغياب. لا نافذة تُضاء، ولا بابٌ يُصفَق، فقط المطر…
ذاك المطر الذي لا يسأل عن جدوى السقوط.
كنتُ أمشي وحدي، والندى يعجن خطاي بالوحل، كأن الأرض تسترجعني إلى أول حزني. الجدران متآكلة، تقرأ عليها تاريخًا مبلّلًا، كتبتْه الأيام بماء النسيان.
كل حجر فيه يشبه وجهًا نسيته، وكل زاوية تحمل رجعَ صوتٍ بكيت عليه يومًا ولم يعد.
في الزقاق المهجور، لا أحد يراك، وهذا أجمل ما فيه. تمطرُ كما تشاء، تنكسرُ كما يحلو لك، وتترك للريح أن تجمعك أو تذروك، لا فرق.
هناك فقط، فهمتُ: بعض الطرق لا تؤدي إلى بيت، بل إلى أنفسنا… حين نكون غرباء عنها.

بقلمي: الكاتب و الأديب شتوح عثمان 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق