الأربعاء، 23 أبريل 2025

في حضرة الغياب بقلمي: د. عزمي رمضان

في حضرة الغياب 
بقلمي: د. عزمي رمضان 

في حضرة الغياب
وبين متاهات الوجع ، وبعثرة الحروف على السطر 
وفي غفلة من الأبجدية رسمنا اندثار الامل ، فتاهت منا الحكايات ، وضاعت منا  الوان البدايات ،حين سقطت من الالام كل الجداريات . 
وعلى أعتاب المسافات ، حيث رسمت البندقية تاريخ الاشياء ،وصنعت كل المعجزات ، وصمدت أمام الصواريخ والبارجات والطائرات ، حيث الاكفان قد تاهت بين جثث واشلاء متفحمات، حيث اجتمعت كل السلطات وتآمرت كل الأكوان على بقية من عزة وكرامات ، بقيت تصارع   وتروي اهزوجة نصر من هنا او هناك تخضب بالدماء البيارق والرايات ، وتساهم  بإبادة ليس لها نهايات .
يا سادة القهر  والسيدات ، ما زالت شواهد القبور عليكم شهادات ،كيف تخاذلتم ومنعتم المعونات، ومعابر قد أغلقت ، في وجه كل المساعدات فلا ماء ولا دواء ورضخنا لكل الاملاءات.
سقطت عروبتنا أمام الاعلام والاقلام والمقالات ، سقطت كل الاحلام والأماني ومزقت كل الروايات .
عن غزة يا سيدي دع التاريخ يعيد صياغة الابجديات
يعيد ترتيب الأوراق فليس هكذا تكون النهايات ، فقد علمنا التاريخ أن الثوار لا يموتون بل يبعثون ومعهم شواهد الأحداث والأوراق وكل الانتفاضات .

في حضرة الغياب حيث اصبح التابوت سيد المشهد عنوان الثقافات التي تاهت بين الردم والركام وبيوت مدمرات ، وأصبح الحرف يبحث له عن طريق وممرات ،او عن بصيص أمل بين المجرات ، فقد خاب من ظن أننا سادة المدارات حين أضعنا الرجولة في إحدى الرحلات ، وقصمت ظهورنا المؤامرات فلا نقد ولا ناقد ولا انتقادات.
في حضرة الغياب حيث تاهت منا سواتر الليل تروي عن السبع العجاف في غياهب السجن رؤيا الكواكب وكيف كانت ساجدات ، أخبروا الاقمار عنا كيف نسجت ابجديتنا حكايا الشعر في رسم البطولات 
أخبروا عكاظ أن جهابذة الشعر قد أعلنوا على غزة الحداد وأقاموا الصلوات .
ففي حضرة الغياب الكثير الكثير لم يسرد وما زالت جعابنا ممتلئات، ففاجعة غزة اكبر من ان تحدها حدود او تفصلها اسلاك هنا وهناك ممتدات.
غزة يا سادة الحرف اكبر من الأقلام والأوراق وسطور محكيات 
غزة كما فلسطين هي القصيدة والرواية تصنع النهايات.
في حضرة الغياب حيث غابت الاعراب وتاهت منا النخوة والكرامات ، تبقى غزة حاضرة السماء بلا سند ولا عون ولا معين ولا نجدات .
لكم من الله عون أباطرة الكون سادة الصبر والصمود وقد عانقت حدود السماء منكم الهامات .
فسلام على غزة في كل الصباحات والمساءات وسلام على الشهداء وقبور هنا وهناك مبعثرات. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق