انصروا الله ينصركم
إطلالة
ل عبادي عبدالباقي
أولا :-
عوامل تحقيق وعد الله :-
أمر من الله سبحانه وتعالى
إلى المؤمنين
أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ
بسم الله الرحمن الرحيم
" يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ "
(سورة محمد آية ٧)
ما أهم العوامل لتحقيق النصر؟
العامل الأول :-
الثبات :-
طريق أصحاب الدعوات .
أذكركم بالصبر والثبات عند الجيل الأول جيل الصحابة الأخيار .
العامل الثاني :-
ذكر الله سبحانه وتعالى .
العامل الثالث :-
طاعة الله والرسول
(صلى الله عليه وسلم) .
العامل الرابع :-
عدم الاختلاف و التنازع .
ثانيا :-
مفهوم اعتصم :-
أَوَى ، إِحْتَمَى ، إِسْتَجَارَ ، إِسْتَعاذَ ، إِعْتَصَمَ بِـ ، إِلْتَجَأَ ، إِمْتَنَعَ ، تَحَصَّنَ ، تَقَوَّى ، تَمَنَّعَ ، عاذَ ، لاذَ ، لَجَأَ.
ثالثا :-
معنى اعتصام :-
الاعتصام هو مظهر احتجاجي ضد سياسة ما عن طريق الاحتلال السلمي لمكان أو مقر يرمز إلى الجهة التي تمارس السياسة موضع الاحتجاج .
قال لي شيخي ياولدي :-
معنى اعتصم :-
بقى في مكانه لا يغادره حتى يجاب طلبه .
أمثلة :-
اعتصم العمال بالمصنع .
اعتصم الطلاب في مبنى الجامعة .
رابعا :-
الاعتصام بالله :-
الاعتصام افتعال من العصمة ، وهو التمسك بما يعصمك ، ويمنعك من المحذور و المخوف ،
فالعصمة :- الحمية .
والاعتصام :- الاحتماء .
ومنه سميت القلاع :-
العواصم ، لمنعها وحمايتها .
و مدار السعادة الدنيوية و الأخروية على الاعتصام بالله ، والاعتصام بحبله ، ولا نجاة إلا لمن تمسك بهاتين العصمتين .
قال لي شيخي ياولدي:-
الأعتصام بالله :-
الاحتماء بالله والامتناع والاستقواء به.
خامسا :-
الاعتصام بحبل الله :-
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) قيل
( بحبل الله )
أي : -
بعهد الله ، كما قال في الآية بعدها :- ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس )
[ آل عمران : ١١٢ ]
أي بعهد وذمة .
قال لي شيخي ياولدي:-
بحبل من الله :-
يعني : -
القرآن .
هو حبل الله
سادسا :-
الاعتصام في الإسلام :-
فالاعتصام بحبل الله: -
يوجب له الهداية ، واتباع الدليل .
والاعتصام بالله ، يوجب له القوة والعدة والسلاح ، والمادة التي يستلئم بها
[ يستلئم بها، أي: يحتمي بها ]
في طريقه .
ولهذا اختلفت عبارات السلف في الاعتصام بحبل الله ، بعد إشارتهم كلهم إلى هذا المعنى .
فقال ابن عباس :-
تمسكوا بدين الله .
وقال ابن مسعود : -
هو الجماعة ،
وقال: -
عليكم بالجماعة ،
فإنها حبل الله الذي أمر به ، وإن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة .
سابعا :-
السنة والاعتصام :-
عن زيد بن أرقم قال: -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
" إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر:-
كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، و عترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهم .
عن زيد بن أرقم أنه قال:-
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر ثم قال: -
أما بعد: -
" ألا أيها الناس: -
فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: -
كتاب الله، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله و استمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال:- وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي .
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه :-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :-
إن الله يرضى لكم ثلاثا ، و يسخط لكم ثلاثا ، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، و يسخط لكم قيل وقال ، وإضاعة المال ،
وكثرة السؤال "
رواه مسلم في الصحيح .
ثامنا :-
أهمية الاعتصام في حياتنا :-
حذر علماء الدين من خطورة الانقسام والفرقة ، التي تعطل مسيرة الأمة الإسلامية عن ركب التنمية والحضارة، و تغلق أبواباً كثيرة في وجه الوحدة ولم الشمل ، مشددين على أهمية الاعتصام بحبل الله تعالى والبعد عن التشرذم و التصارع . وأوضح العلماء أن الإسلام دين ترابط وتوحد ، ويحث المسلم على الترابط والاعتصام ، حتى يستطيع أن ينهض بمجتمعه ووطنه ، فلا بناء ولا نهضة بلا ترابط وتوحد بين أفراد المجتمع ، مشيرين إلى أن النزاعات مناقضة تماما للإسلام وتعاليمه السامية .
تاسعا :-
اسباب ضعف الأمة الإسلامية :-
أسباب وعوامل منها حب الدنيا وكراهية الموت ، ومنها إضاعة الصلوات واتباع الشهوات ، ومنها عدم الإعداد للعدو والرضى بأخذ حاجاتهم من عدوهم ، وعدم الهمة العالية في إنتاج حاجاتهم من بلادهم و ثرواتهم، و نشأ عن ذلك أيضا التفرق والاختلاف وعدم جمع الكلمة وعدم الاتحاد وعدم التعاون .
فلا شك أن السبب الرئيس في ضعف الأمة الإسلامية هو حال المسلمين أنفسهم ، بل إن حال حكامهم هو نفسه انعكاس لحالهم مع ربهم ، فما من مصيبة تنزل بالعبد إلا بكسبه وبما جنته يداه ، كما
قال تعالى: -
"أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
{آل عمران:١٦٥}
وقال سبحانه:-
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ " {الشورى:٣٠}.
الله حكيم، فهو الذي يولي بعض الظالمين بعضاً، ولا تظنوا أن الولاة إذا ظلموا أو اعتدوا أن هذا تسليط من الله تعالى لمجرد مشيئة من الله، بل هو لحكمة ؛ لأن
الله قال :-
" وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "
[الأنعام:١٢٩].
والولاة لا يتسلطون على الرعية إلا بسبب الرعية، كما تكونون يولى عليكم .
فصلاح النفوس أو انحرافها هو أصل اعتدال الأحوال أو اعوجاجها،
قال تعالى:-
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " {الأنفال:٥٣}
وقال سبحانه: -
"إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "
{الرعد:١١}.
فإذا خاف العباد ربهم فاتقوه و أصلحوا حالهم معه بالإيمان والعمل الصالح، أورثهم الأرض و استخلفهم فيها.
عاشراً :-
واجبنا تجاه أهل فلسطين :-
إن نصرة فلسطين والفلسطينيين المظلومين و المستضعفين واجب أخلاقي وإنساني وشرعي، توجبه علينا الظروف القاسية التي يمر بها إخواننا ، من قصف متواصل ؛ و تقتيل وتشريد العزل ، وهدم بيوتهم وسلب أرضهم ومحاولة تهجيرهم ، حيث لا يمكن وصف ذلك إلا بالإبادة الجماعية .
العالم “المتحضر”
كله يتفرج ، مع الأسف ، بل يسارع إلى مد يد العون للمعتدي .
فالواجب أن يسارع المسلمون لدعم الفلسطينيين ماديا ومعنويا ، وكسر الحصار عنهم ، وبكل ما تيسر من السبل ؛ السياسية والإعلامية والمادية و الإغاثية، و اللهج بالدعاء لهم بالنصرِ والثبات.
فهذا فرض عظيم ، والتخاذل عنه إثم جسيم ، وتركهم يجوعون من أعظم المحرمات، وأشد الموبقات .
أحدى عشر :-
مبادرة من أجل غزة :-
مبادرة للعالم بأسم الإنسانية عامة وللأمة الإسلامية خاصة بالدعاء لأهل غزة وفلسطين منذ مغرب يوم الخميس إلي مغرب يوم الجمعة
بأي دعاء يفتح الله به عليكم
على سبيل المثال:-
اللهم بارك جهاد المجاهدين في غزة و فلسطين، و أيدهم بجنودك و نصرك يا قوي يا كريم .
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في غزة وفلسطين ،
اللهم كن لهم ولا تكن عليهم.
اللهم انتقم من أعدائهم ، و اقذف الرعب في قلوبهم ورد كيدهم في نحورهم .
اللهم انصر المرابطين المستضعفين من أهل غزة وفلسطين .
اللهم كن لأهلنا في غزة ؛
اشف جريحهم، و تقبل شهيدهم ، و أطعم جائعهم ، و انصرهم على عدوهم .
اللهم أنزل السكينة عليهم، واربط على قلوبهم ، وكن لهم مؤيدا ونصيرا وقائدا و ظهيرا،
سبحانك إنك على كل شيء قدير ؛ فاكتب الفرج من عندك و الطف بعبادك المؤمنين .
🤲 اللهم أمين 🤲
يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا مبلغ علمي والله اعلى واعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق