الأحد، 27 أبريل 2025

عجبتُ للعرَب........

عجبتُ للعرَب........

.

** ،،عجبتُ للعرَب ، يوم أرسل الحارث بن عبيد ابنه الوحيد الذي انتظره ثمانين عاما ،،الى الزير فيقتله بدَل جسّاس ثأراً لكليب ،،وهو ليس طرفا في الحرب ،،بل ليحقن دماء العرب ،،! تعجّبتُ للمروءة ولم يأمره الله بشيء ،،فقد عاش قبل الإسلام

.

،،،قلتُ: ما الذي يرغمه على هذا الكرم ،،وراقبْتُ العرَب ،، العرب في حرب البسوس ،،!

.

،،لقد ازدرى الزير الحارث وقتَل ابنه ،،وساواه بنعل كليب ،،!،ويُقسم الحارث أن يقتل الزير ،، ويتمكّن منه في حرب ليلية ويضغط على رقبته بعد أن أسقَطَه عن جواده برمحه ،،ويسأله قبل أن يخنقه : من أنت ،،!

،،- وكان أعشى لا يكاد يرى ، طاعنا في السن ،،فيقول الزير : أمّنّي ،،،فيقول: أنت آمن ...فيقول : أنا الزير ،،،،،فيكاد يتمزَّق من الغيظ أنّه أمَّنه ،،،ولم يسمعه أحد ،،،فيعيبه ،،وليس مسلما يرقب الله ،،،،فلِمَ يحترم عهده ،،،!

.

كنتُ أقول : أنَّ مراقبة الله لنا هي التي تصون قيَمَنا ،،،وهذا الحارث ،،ما يصون قيَمه ،،،! هذا الزير قاتل ابنه وسبب حربه ،،ويطلقه لأنّه وعده بالأمان ،،شرط أن لا يريه وجهه ،،،و الزير أيضا يصدُق ولا يكذب ،،! فيذهب عن قبيلته وهو مكسور الظهر ،،أحوج ما يحتاج لأهله ،،،يغادر في الصحراء ،،صونا لوعده ،،،،،،،،،!

.

ما هؤلاء ،،،! لم يكن لهم دين فيقدّسون أمره ،،ولكنَّهم يحتاجون لشيء يقدّسونه ،،،فقدَّسوا الأخلاق ،،،ليُشبعوا حاجتهم إلى الأمان والسلام ،،فكم نحتاج الشُجعان والكِرام ،،في حياة الصحراء المهدَّدة بالموت ،،كان الكِرام وأهل الحكمة والشُجعان فيها كالأنبياء ،،لشدَّة حاجة الناس لهم ،،،،،،،،،! فالأخلاق نور الحياة ،،هي الضامن الحافظ للحياة السليمة ،،،!

.

يصدقون الحديث ويصدّقون عهودهم ولا يخونون ،،،،الأخلاق ،،،دين من لا دين له ،،وهي طريق الذين يحرصون على لقاء الله ،،، فالله لا يلقى كاذبا أوخائنا ، ولا يحبُّ نذلا ،،ولا غادرا ........!

،،ورأيت بعد الإسلام من هو في حضن الإسلام ،،ويكذب يسرق يغدُر ،، عمرُه عاصفة من الكذب ،،يفعل كلّ شيء لنفسه ،، يحلّ كلّ حرام لأجلها ،،،فماهو الدين ،،،! .......الدين أن ترقب الله ،،وتشعر به ،،فتُزيل نقصانك ،،فتصير كما يريد الله ،،لا كما تريد أنت ،،

.

 عبدالحليم الطيطي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق