الأحد، 20 أبريل 2025

تحليل لقصيدة بكري 3/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء السابع عشر)

اليكم المقطع السابع عشر

تحليل لقصيدة بكري 3/ تداعيات لزمن منفلت لعبدالرحمان بكري(الجزء السابع عشر)
محمد هالي

يعود بنا بكري الى أحداث وقعت في التاريخ الانساني، لها تداعياتها، و انعكاساتها السيئة على الشغيلة في العالم، و من ضمنها المغرب، و هنا سأفتح قوسا، لأستطرد بعض المعطيات لكي نتابع القصيدة ببطء شديد، أشار بكري إلى نقطيتين مختصرتين، و هما "انهيار جدار برلين، و دماء براغ" و لا ألومه على هذا الاختصار،  لأن دور الفن، و القصيدة أساسا هو الهمس، و الغمز، لكن المحلل عليه أن يكشف المستور الى القارئ، و للقيام بهذه المهمة، كان لزاما  أن اعود الى ثورة اكتوبر البلشفية 1917 و ما اعقب ذلك من أحداث، و مشاكل طرحتها طبيعة الثورة و أهدافها، و النقاشات السياسية التي احدثتها سواء داخل الحزب القائد أو خارجه، و كما هو معلوم أن الحرب الأهلية، و صلح بريست ليتوفيسك، و سياسة النيب الخ هي حلول أفرزتها الأحداث آنذاك نتيجة قيام ثورة عمالية في بلد إقطاعي، بحيث أن البروليتاريا لازالت في طور النمو، وتريد أن تظفر بالقيادة، هذا جانب حتى اثناء القضاء على التمردات و هزيمة الكاديت ، و المناشفة،  و القوى الغربية المدعمة لهم طرحت إشكالا عويصا : هل يمكن نشر الثورة عن طريق الفتح أم ننتظر نضج التناقضات الداخلية للبلدان و بالتالي تقوم الطبقة العاملة داخل بلدها بهذه المهمة؟ هذا الإشكال طرح في قمة الحروب الأهلية داخل الحزب البلشفي، و انقسم الحزب على هذه المسألة الى تيارين خط يؤكد على الفتح، و خط أخر يثمن الانتظار الى حين نضج تناقضات الدول الداخلية، فانتصر الخط الاول في الغالب فتم اجتياح اوكرانيا بسهولة ثم تم اجتياح بولونيا لكن هذه الاخيرة لم تكن سهلة فتعرض الجيش الأحمر إلى هزيمة لا تغتفر،  لأنه اعتبر غازيا ، لا محررا من طرف أغلبية الشعب البولوني آنذاك، هذا الوضع أثر على الحزب، و أعطي الدعم للتصور الذي يؤكد على بقاء الثورة في بلد واحد، مما جعل  تروتسكي يحذر من تبقرط الحزب، و يصبح جهازا مستقلا عن الطبقة العاملة، و هذا ما تم بالفعل مع سيطرة خط ستالين على مقالد السلطة،
(يتبع) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق